"أَوْلادُ التُّنْدْرا


تاريخ: 02-02-2021
  
كاتب : اماني اسدي
  

 هُناكَ مَكانٌ هادِئٌ عظيمُ المَساحَةِ، تَعيشُ فيه الذِّئابُ والأَرانِبُ البَرِّيَّةُ،‭ ‬وأَيائِلُ الشَّمالِ

       تَسْرَحُ وَتَمْرَحُ فيهِ. وفي الصَّيفِ تَنْضَمُّ الطيورُ، لا جميعُ الطّيورِ، بَلْ تِلْكَ القادِرَةُ عَلى

       تَحَمُّلِ الْبَرْدِ كالبَطِّ والإِوَزِّ والنَّوارِسِ. القَليلُ مِنَ النّاسِ يَعيشونَ هُناكَ.

5     هذا المَكانُ السّاحِرُ يُدْعى «التُّنْدْرا».

        في التُّنْدْرا يَسودُ طَقْسٌ صَعْبٌ جِدًّا، بِسَبَبِ قُرْبِها مِنَ الْقُطْبِ الشَّماليِّ المُتَجَمِّدِ، آخِرِ

       مَكانٍ عَلى الْكُرَةِ الْأَرْضِيَّةِ. وَمِنْ عَجائِبِ التُّنْدْرا أَنَّ الشَّمْسَ تُشرِقُ لِأَشْهُرٍ عَديدةٍ، وَتَغيبُ

       لِأَشْهُرٍ عَديدَةٍ أَيْضًا في فَصْلِ الشِّتاءِ.

    ‭ ‬    الصّيفُ في التُّنْدْرا لا يَسْتَمِرُّ أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ، في حينِ أَنَّ الشِّتاءَ طويلٌ جِدًّا وَبارِدٌ جِدًّا، ‭ ‬

10   وتَصِلُ دَرَجاتُ الحَرارةِ فيهِ إِلى 40 دَرَجَةً تَحْتَ الصِّفْرِ، فَماذا يَفْعَلُ أُناسٌ - مِثْلُنا - لا

       يَتَحَمَّلونَ ثَلاثَ دَرَجاتٍ فَوْقَ الصِّفْرِ، لَوْ قُدِّرَ لَهُمْ أَنْ يَعيشوا في هذا المَكانِ؟ تَخَيَّلُوا أَنْ

       تَعيشوا في مَكانٍ، الْبَرْدُ فيهِ أَشَدُّ بِمَرَّتَيْنِ مِنَ الْبَرْدِ في ثَلّاجاتِ بُيوتِكُمْ!

        تَنْعَدِمُ مَدارِسُ الْأَطْفالِ في هذهِ التُّنْدْرا، إِذْ لا يَحْتاجُ النّاسُ لِلْقِراءَةِ وَالْكِتابَةِ، فَكُلُّ ما

       يَفْعَلونَهُ هُوَ صَيْدُ السَّمَكِ وَصَيْدُ الْأَيائِلِ وَالتَّنَقُّلُ بِقُطْعانِهِمْ مِنْ مَكانٍ إِلى آخَرَ. وَأَوْلادُ

15   التُّنْدْرا يَقْضونَ أيّامَهُمْ في مُساعَدَةِ أَهْلِهِمْ في الْأَعْمالِ اليَوْمِيَّةِ كَرَعْيِ الماشِيَةِ أوْ صِيانَةِ

       البيوتِ وتَحْضيرِ الطَّعامِ. وَهُم يَتَنَقَّلُونَ مِنْ مَكانٍ

       إلى آخرَ لابِسينَ مَعاطِفَ فَرْوٍ ثَقيلَةً صَنَعَتْها

       أُمَّهاتُهم مِنْ فَرْوِ الحيواناتِ الّتي اصْطادَها

       آباؤُهم‭.‬

20   يَسْتَعْمِلُ سُكّانُ التُّنْدْرا الزَّحّافاتِ في تَنَقُّلِهِمْ.

       إِنَّها عَرَباتٌ بِلا عَجَلاتٍ، تَسيرُ فوقَ الثَّلْجِ وتَجُرُّها

       الْأيائِلُ أوِ الكِلابُ. هذه هيَ وَسيلَتُهُمُ الوحيدَةُ في التَّنَقُّلِ وَالصَّيدِ والرَّعْي. كيفَ لا وَهُمْ

       يَعيشونَ كَالبَدْوِ الرُّحَّلِ، باحِثينَ عَنْ أَماكنَ تسودُ فيها ظُروفُ حياةٍ أفضلُ، وَحَيْثُ تَتَوَفَّرُ

       المراعي لِقُطعانِهِم مِنَ الْأَيائِلِ؟!

25    وَيَعْمَلُ الأطفالُ في اقْتِطاعِ الْحَطَبِ أَيْضًا، وهُوَ مادَّةٌ نادِرَةٌ هُناكَ، إِذ أَنَّ الْأَشْجارَ قَليلًا

       ما تَنْمو في تِلكَ المناطِقِ البارِدَةِ.

        وَبَدَلَ أنْ يَذْهَبَ الأَطْفالُ إِلى دَوْراتِ الموسيقى وَإِلى التَّسَكُّعِ في المُجَمَّعاتِ التِّجاريَّةِ،

       فَإِنَّهُمْ يَحْمِلونَ ما احْتَطَبوهُ إِلى الزَّحّافاتِ، لِيساعِدوا أَهْلَهُمْ في إِشْعالِ النّار لِلطَّبْخِ.

       وبما أَنَّ الأخشابَ قَليلَةٌ، وَإِشْعالَ النّارِ لَيْسَ بِالمُهِمَّةِ السَّهْلَةِ وَسَطَ الثُّلوجِ، فَقَدْ تَعَلَّمَ

30   أَطْفالُ التُّنْدْرا أَنْ يَأْكلوا اللَّحْمَ نيئًا. وَما إِنْ تَظْهَرُ الأَسْنانُ لَدى الْأطْفالِ، حَتّى يَبْدَأوا

       بِمُشارَكَةِ أَهْلِهِم في وَجَباتِهِمِ الْعادِيَّةِ، بَلْ لا يَخْشى الْأَهْلُ أَنْ يَحْمِلَ الْأَطفالُ سَكاكينَ

       حادَّةً يُقَطِّعونَ بِها اللَّحْمَ الذي يَأْكُلونَهُ.

        وبسببِ أَكْلِهِمِ اللّحومَ النيئَةَ، أُطْلِقَ عَلى الشّعوبِ التي تَعيشُ في التُّنْدْرا لَقَبَ

‮       «الْإِسْكيمو». وَهِيَ تَسْمِيَةٌ اخْتَرَعَها الْهُنودُ الْحُمْرُ في أَمْريكا، وتَعْني حَرْفِيًّا «آكلي اللُّحومِ

35   النيئَةِ». وَلا عَجَبَ أَنْ لا يُحِبَّ الأسكيمو اسْمَهُمْ هذا، فَهُم يَعْتَبِرونَهُ‭ ‬مُهينًا،‭ ‬وَيُطْلِقونَ‭ ‬

       على أَنْفُسِهِم أسماءَ مثلَ «أَنُويت» في كَنَدا، وَ«يوبيك» في أَلاسْكا.

       ويعيشُ أَهلُ التُّنْدْرا في خِيامٍ يَصْنَعونَها مِنْ جُلودِ الْحَيواناتِ. ومِنْ هذهِ الجُلودِ

       يصْنَعونَ المَعاطِفَ والمَلابِسَ الدّافِئَةَ أَيْضًا. أَمّا خِيامُهُمْ فَيُمْكِنُ نَصْبُها ثُمَّ‭ ‬فَكُّها‭ ‬وَنَقْلُها‭ ‬

       مِنْ مَكانٍ إِلى آخَرَ. وَالسَّبَبُ أَنَّهُمْ في الشِّتاءِ يَنْتَقِلونَ جَنوبًا إِلى أَماكنَ أَكْثَرَ دِفْئًا، حَيْثُ

40   الصَّيْدُ أَكْثَرُ وَفْرَةً لَهُمْ، وَالعُشْبُ لِبَهائِمِهِمْ.

‭ ‬       وَعِنْدَما‭ ‬تَنْتَقِلُ‭ ‬الْعائِلَةُ،‭ ‬فَإِنَّهُم يَرْزُمونَ الْأَطْفالَ‭ ‬أَيضًا‭ ‬بِواسِطَةِ‭ ‬الْأَغْطِيَةِ،‭ ‬ويَرْبِطونَهُمْ‭ ‬

       بِالحِبال لِيَجُرّوهُم وَراءَ الزَّحّافاتِ كَباقي

       الْأَمْتِعَةِ. 

                                                                      

  عن‭ ‬ويكيبيديا‭ ‬ومصادر‭ ‬أخرى‭ - ‬بتصرّف

*1- لماذا لا يَعيشُ الْكَثيرُ مِنَ النّاسِ في مَناطِقِ التُّنْدْرا؟

 

 

 

 

*2- ما هِيَ الْحَيَواناتُ الَّتي تَعيشُ في مَناطِقِ التُّنْدْرا حَسَبَ النَّصِّ؟

 

 

 

 

*3- يَأْكُلُ أَطْفالُ التُّنْدْرا اللَّحْمَ نَيِّئًا. لِماذا؟

 

 

 

 

*4- ما أَكْثَرُ شَيْءٍ أَعْجَبَكَ في حَياةِ أَوْلادِ التُّنْدْرا؟

1
2
3

 

 

 

 

*5- يُطْلِقُ الْبَعْضُ عَلى التُّنْدْرا «صَحراءَ الثَّلجِ». لماذا بِرأيِكُمْ؟ ما وَجْهُ الشَّبَهِ بَيْنَ الصَّحْراءِ

والتُّنْدْرا؟

 

 

 

 

مجال المعرفة اللغوية

*1- اُكْتُبوا الْجُمَلَ التّالِيَةَ بَعْدَ أَنْ تُحَوِّلوا الْجَمْعَ  فيها إِلى مُفْرَدٍ:

أ تَعيشُ الذِّئابُ وَالأرانب وَالأيائل في التُّنْدْرا.
ب تَجْذِبُ التُّنْدْرا البَطَّ وَالإِوَزَّ وَالنَّوارِسَ في فَصْلِ الصَّيْفِ.
ج يَسْتَعْمِلُ الرِّجالُ الزَّحّافاتِ الَّتي تَجُرُّها الْكِلابُ.
د تَعَوَّدَ أَطْفالُ التُّنْدْرا أَنْ يَأْكُلوا اللُّحومَ النيئَةَ.

 

 

 

 

*2- اِشْتَقّوا مِنَ الْجَذْرِ (ق، ط، ع) كَلِماتٍ تَمْلَأونَ بِها الْفَراغاتِ التّالِيَةَ:

أ أَطْفالٌ دونَ سِنِّ الثّامِنَةِ لا  الشّارِعَ لِوَحْدِهِمْ.
ب كانَ المُسافِرونَ قَديمًا عَلى ظُهورِ الجِمالِ يَخافونَ مِنْ  الطُّرُقِ.
ج تَخْتَلِفُ هَمْزَةُ الْوَصْلِ عَنْ هَمْزَةِ الـ
د  الحَطَبِ وَبَيْعُه خَيرٌ مِنْ سُؤالِ النّاسِ.
ه سَرَقَ الْفَأْرُ  الْجُبْنِ الصَّغيرَةَ.
و المُسْتَقيمانِ المُتَوازِيانِ لا .
ز الأسْنانُ الأربعة في مُقَدِّمَةِ الْفَمِ تُسَمّى .
ح توضَعُ إِشاراتُ المُرورِ قَبْلَ كُلِّ  طُرُقٍ.

 

 

 

 

*3- اُكْتُبوا الْأَعْدادَ التّالِيَةَ بِالْكَلِماتِ:

أ بَلَغَتِ الحَرارَةُ (40)  دَرَجَةً تْحْتَ الصِّفْرِ.
ب كانَتِ الحَرارَةُ (3)  دَرَجاتٍ فَوْقَ الصِّفْرِ.
ج زادَتِ الْحَرارَةُ (10)  دَرَجاتٍ مِئَوِيَّة.
د تَكَرَّرَتْ هذهِ الْكَلِمَةُ (7)  مَرّاتٍ في النَّصِّ.

 

 

 

 

مجال الكتابة

*1- تَخَيَّلْ نَفْسَكَ وَلَدًا مِنْ أَوْلادِ التُنْدْرا. سَجِّلْ أَحداثَ يَوْمٍ واحِدٍ في حَياتِكَ مِنَ

الصَّباحِ حَتّى المَساءِ.

 

 

 

 

*2- يَذْكُرُ كاتِبُ المَقالِ: «هذا المَكان السّاحِر يُدعى التُّنْدْرا». هَلْ هذا مَكانٌ ساحِرٌ حقًّا؟ ما السّاحِرُ فيه؟

KINDIX | Powered by Sadel Technologies Ltd | הצהרת נגישות | بموافقة وزارة التربيه والتعليم