ذكرى الاسراء والمعراج


تاريخ: 18-03-2020
  
كاتب : كفاح الصانع
  

ذكرى الاسراء والمعراج

معجزة  الإِسراء والمعراج
 قال تعالى : "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" صدق الله العظيم سورة الإسراء/ الأية رقم (1)

 

 إن الإسراء والمعراج هي إحدى معجزات النبي محمد _صلى الله عليه  ومعنى (الإسراء) : هو المسير  ليلاً من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى . أما (المعراج) : هو صعود سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماء العليا على ظهر دابة تدعى "البُراق" ،  إلى المسجد الأقصى المبارك في بيت المقدس


مظاهر التّكريم للنّبيّ -صلى الله عليه وسلم- في رحلة الإسراء والمعراج

كرّم الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- بهذه الرحلة المباركة وأزال عنه عناء ما لاقى من قومه من أذى وعنت وتكذيب فكان من مظاهر هذا التّكريم ما يلي:

1- لقد ثبت في الروايات المتعددة أن رسول الله صلى بالأنبياء إمامًا في بيت المقدس
في ليلة الإسراء والمعراج، وفي هذا دلالات منها  :
أن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة
إلى خلقه، ودليل على عالمية الإسلام، وعموم رسالة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وأنه حامل لواء الهداية للخلق جميعًا، تحمَّلها سيدنا رسول الله بأمانة وقوة،
وقام بحقها على خير وجه، ثم ورَّثها لأمته من بعده، وبذلك أصبحت
خير أمة أخرجت للناس،
كما قال تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ
وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
[البقرة: 143].


2- استقبال سكان السّماوات له بالتّرحيب والإكرام. 

3- رفعه الله مكانًا عليًّا، وقرّبة من سدرة المنتهى، وأسمعه صريف الأقلام، وأراه من آياته الكبرى.

 

4 - مناجاته لربّه تعالى: فقد أكرم الله تعالى موسى -عليه السّلام- ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بمناجاته لكن اختص نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن مناجاته لربّه لم يسبقها زمان طويل بين الدّعوة لهذه الرّحلة العلوية وبين مناجاته لرّبه، أما موسى -عليه السلام- فقد بقي مترقبًا لهذا اللقاء لمدة أربعين ليلة وذلك يؤتيه الله يؤتيه يؤتيه يشاء. ‏


أحداث الإسراء والمعراج

شق الصدر وإمامة الأنبياء

 


بينما الرسول صلى الله عليه وسلم نائم ذات ليلة، أتاه جبريل فأيقظه، ثم أركبه خلفه على دابة من دواب الجنة تدعى البراق وهي دون البغل وفوق الحمار كما ورد في صحيح البخاري. فانطلقا على ظهرها حتى وصلا عند الكعبة، فشق جبريل صدر النبي صلى الله عليه وسلم دون ألم، وغسل قلبه الشريف وطهَّره، وملأه حكمة وإيمانا، وهيأه للرحلة العظيمة والأمر الجليل، حيث أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب حسب بعض الأقوال . فلما وصلا بيت المقدس، ربط جبريل عليه السلام البراق خارج المسجد، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، فوجد الأنبياءجميعهم تشريفا له، فأَمَّهم هناك وصلى بهم ركعتين.
الصعود للسماوات السبع

بعدما صلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء جميعهم في المسجد الأقصى، صعد به جبريل عليه السلام إلى السماوات العُلَى حتى بلغ السماء الدنيا، فالتقى فيها بأب البشرية آدم عليه السلام، فسلم عليه فرد عليه، ورحب به وأقر بنبوته، وتكرر المشهد نفسه مع يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم في السماء الثانية، ومع يوسف الصديق في السماء الثالثة، ومع إدريس في السماء الرابعة، ومع هارون بن عمران في السماء الخامسة، وفي السماء السادسة التقى موسى الكليم فسلم عليه وبكى. قيل له ما يبكيك يا موسى؟ قيل أبكي لأن غلاما بُعث بعدي يدخل الجنةَ من أمته أكثر من يدخلها من أمتي. ثم أتى السماء السابعة فوجد فيها ابراهيم الخليل فسلم عليه ورحب به. ليُتِمَّ بذلك عروجه في السماوات كعروجه في السماوات حيث التقى مع الأنبياء  حسب منازلهم ودرجاتهم

 


. إنها رحلة الإسراء والمعراج التي أرى اللهُ  فيها النبيَّ عجائب آياته الكبرى، ومنحه فيها عطاءً رُوحيًّا عظيمًا؛ وذلك تثبيتًا لفؤاده، ليتمكَّن من إتمام مسيرته في دعوة الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور
صلى الله على محمد ،صلى الله عليه وسلم

قل للأُلى قد أنكروهُ رويدكم
أمامكم أياتُ ربي... فانظروا
إذا أنكرَ المعراجَ بالأمسِ جاهلٌ
فليس يُماري اليوم فيه مُفكِّرُ
أيعرُجُ صاروخٌ الى قمرِ السّما
تُسيّرُهُ منا عقولٌ....... تُفكرُ
ونُنكرُ أن يَرقى إليها محمدُ
بتدبيرَ مَن للكائنات ِ... يُدبرُ!!
أيقدِرُ مخلوقٌ ويعجزُ خالقٌ؟!
تباركتَ يا ربي فإنّكَ... أقْدَرُ

 

يحتفل المسلمون كل عام بمناسبة نبوية كريمة طيبة سجلها الله تعالى في كتابه وسمى بها إحدى سوره (سورة الإسراء)، هي ليلة الإسراء والمعراج، ليلة 27 من رجب، فالإسراء هو الرحلة الأرضية التي هيأها الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى القدس، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، رحلة أرضية ليلية، والمعراج رحلة من الأرض إلى السماء، من القدس إلى السموات العلا، إلى مستو لم يصل إليه بشر من قبل، إلى سدرة المنتهى، إلى حيث يعلم الله عز وجل.

 

KINDIX | Powered by Sadel Technologies Ltd | הצהרת נגישות | بموافقة وزارة التربيه والتعليم