العودة الى المدرسه- صفحه 4
العودة إلى المدرسة
حَلَّ شَهْرُ أَيْلول، فَطارَ قَلْبي فَرَحًا، لَقَدْ فَتَحَتِ
ٱلْمَدارِسُ أَبْوابَها، بَعْدَ أَنْ كِدْتُ أَنْساها مُدَّةَ
شَهْرَيْنِ قَضَيْتُهُما في اللَّهْوِ.
5 في أَحَدِ ٱلْأَيّامِ، كُنْتُ أُطالِعُ كِتابًا في مَكْتَبَةِ
ٱلْبَيْتِ، وَإِذْ بِأَخي ٱلصَّغيرِ مُنير يُقبِلُ نَحْوي. إِنَّهُ
في ٱلسّادِسَةِ مِنْ عُمْرِہِ. مَحْبوبٌ مِنَ ٱلْجَميعِ. لا
يُريدُني أَنْ أَقْرَأَ. بَلْ يَتَأَفَّفُ مِنَ ٱلْقِراءَةِ. لا يَفْهَمُ ٱلْهَدَفَ مِنَ ٱلتَّعَلُّمِ، وَقَدْ سَأَلَني
بِبَراءَةٍ: لِماذا تَذْهَبُ إِلى ٱلْمَدْرَسَةِ يا أَخي؟
10 وَضَعْتُ كِتابي جانِبًا، وَطَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يُصْغِيَ إِلَيَّ. قُلْتُ لَهُ: إِنَّ ٱلْمَدْرَسَةَ هِيَ
بَيْتي ٱلثّاني، أَتَرَبّى فيها بَيْنَ رِفاقٍ لا أَطيقُ ٱلِٱبْتِعادَ عَنْهُمْ. مُعَلِّموها آباءٌ وَدودونَ،
يُقَدِّمونَ لي ٱلْمَعْلوماتِ ٱلْمُفيدَةَ وَٱلنُّصْحَ ٱلْأَبَوِيَّ.
الْمَدْرَسَةُ تُعِدُّنا لِنُصْبِحَ أَعْضاءَ صالِحينَ في ٱلْمُجْتَمَعِ، فَٱلْكَثيرُ مِنْ طُلّابِها
أَصْبَحوا أَطِبّاءَ وَمُهَنْدِسينَ وَمُحامينَ، بَلْ رُؤَساءَ وَمُؤَثِّرينَ في ٱلْمُجْتَمَعِ...
15 أَخي مُنير: إِنَّ ٱلْجَهْلَ هُوَ عَدُوُّنا ٱلْأَوَّلُ. وَٱلْجَهْلُ يُؤَدّي إِلى ٱلتَّأَخُّرِ، وَٱلتَّأخُّرُ إِلى
ٱلْفَقْرِ، فَهَلْ تُريدُ أَنْ تَكونَ مِنَ ٱلْمُتَعَلِّمينَ، أَمْ مِنَ الْجاهِلينَ؟
فَأَجابَ مُنير بِصَوْتِ ٱلْمُقْتَنِعِ: .